Sunday, February 17, 2008

سواليف حصيدة - طبيخ

بتذكر يوم من الايام رميت لامي طنجرة مقلوبة باللي فيها بالزبالة, كنت مروح من الشغل و موصيها تعملي مقلوبة بيتنجان و بالغلط عملت مقلوبة زهرة, و انا ما باكل زهرة ف عصب ابو الفضل و مسك الطنجرة و ع سطل الزبالة بلا تردد او هوادة
طبعن الحجة زعلت و صارت تعيط و شكت عني لابوي اللي اكتفى بالقول: اللي بتكبر ع نعمة ربه بنحرم منها, بعد تفكير عميق و جوع رحت عملت سندويشة زعتر و طلعت ع محل ادوات منزلية و اشتريت لامي هدية
الهدية كانت لوحة كبيرة للحيط مكتوب عليها يا رضا الله و رضا الوالدين, و عليها آية " و أما بنعمة ربك فحدث". و صالحت الحجة و مشيت الامور و عمري ما عدتها.
فعلا كنت مدلع عند امي, و كانت مدلعيتني من الاخير, الله يذكرك بالخير يما, و يمد بعمرك و يباركلك وين ما لفيتي وجهك, كانت تسألني الصبح كل يوم شو بتحب أطبخلك اليوم؟ و انا كان جوابي ع راس لساني: منسف او مقلوبة. و كنت أتصل فيها كل يوم و انا مروح من الشغل و انا بسوق ع شارع الاردن, بعد ما اتعدي الدورية اضرب عليها و اسألها اذا بدها اشي من مستلزمات الطبيخ, و كانت دايمن توصيني ع لبن و خبز
ايام العطلة كانت دايمن تطبخلي منسف, ابتداء من يوم الخميس, و الجمعه, و السبت, و كنت اسألها: جديد و لا تسخين من مبارح؟ كانت تحكيلي: اللبن من مبارح و الرز و اللحمة جديدة, كنت اغوص في الاكل في هاليومين و كنت احس وزني بيزيد لما ارجع عالدوام يوم الاحد
مرات لما كنت أفكحها بدري قبل الاربعه من الشغل, او لما ارجع عالبيت و امي كاينة طالعه و متأخرة بالطبيخ,كنت اصبر نفسي بسندويشة, طبعن كنت آكل زعتر, ما بعرف شو الصلة الوثيقة بيني و بين الزعتر, بس من لما كنت زغير و انا بموت عالزعتر,المهم, كنت افوت عالمطبخ و امي بلشانه بالطبيخ و افتح الخزانة او النملية, و اصير اغمس زعتر و زيت من الخزانه, امي تنجن و تحكيلي: ولك وسختلي الخزانة بالزيت, طلع الصحون برة الخزانة و كل زي ما بدك , و انا كنت اتعاجز اطلعهم, و حاولت معي كل الطرق, آخر شي طلعت الزيت و الزعتر و صارت تحطهم عالطاولة دايمن عشان ما اوسخلها الخزانة
يوم الجمعه كان اله نكهة خاصة, كنت اصحى الصبح زي المفجوع, و اطلع اجيب حمص و فول و فلافل, تصير الساعه عشرة و انا عند الكلحة بستنى الدور, اخد الحمص و ارجع اجيب خبز طابون, و اتصل مع امي و انا ع باب المخبز احكيلها اعملوا شاي هيني وصلت, كنا نفطر حتى التخمة, لدرجة اني احكيلها فش داعي تطبخي اليوم, تضحك و تحكيلي هسه بنشوفك كيف راح ترتمي من الجوع بعد الصلاة, و فعلا اروح عالصلاة ارجع مستوي جوع, تحطلنا امي المنسف و آكل و انام.
المسا كانت اختي اللي ساكنة فوقنا تطبخ لثاني يوم لانها بتشتغل هي و جوزها, و انا كنت اكبس عليها لما تخلص, و كانت تحطلي اتغدى مرة ثانية, الله يجبر بخاطرك يا ام عون و يرزقك من فضله الرزق الحلال, و كنت اعمل حالي مستحي و باكل تحت الاجبار.
خلاصة السولافة اني كنت مقضيها طبيخ ب طبيخ, اما الآن قاعد بكتب سولافة الحصيدة و طنجرة الطبيخ عالغاز, صرت اطبخ لحالي, و لحالي صرت اطبخ, صرفت مكالمات لقلت بكرة العيد و انا بتصل في امي اسألها لما تعملي منسف كيف ما بفرط معك اللبن؟ و ليش رز المقلوبة بطلع معي مخبص؟ و كيف بتعملي البشاميل جاعبالي معكرونة؟ و كيف الواحد بحفر كوسا بدون ما تنخزق معه؟ وورق الدوالي بتسلقيه قبل ما تلفيه ولا بتلفيه على طول؟
اليوم طبخت كوسا محشي و هيها عالنار, اول ما وصلت حشيتها و انا لسه باواعي الشغل, و حطيتها عالغاز و اجيت أضيع وقت لحد ما تخلص...وينك يما ووين سطل الزعتر و صحن الزيت و المنسف و الجميد....اللي اله جيه هوون يحكيلي بدي اوصيه ع كيلو زعتر.


No comments: