Sunday, February 17, 2008

سواليف حصيدة - تعزيل

بتذكر لما كنا ولاد زغار كان في عنا قعدة فراش عربي في غرفة المعيشه, كان عاملها ابوي تفصيل جمبيات و مساند و مخدات ساتان من النوع الدارج الموجود في اي بيت بالوان احمر و اخضر و ازرق, و في النص طاولة مدورة من نفس اللون, و عليها منقل نحاس و محماسة قهوة و اربع دلات من الحجم الكبير, المحماسة كانت لجدي و كان ابوي مرات ييجي ع باله يحمص عليها قهوة في ايام العطل, و كنا نفيق ع الريحةو كل اخواني الكبار كانوا بدهم يشربوا قهوة الا انا كنت افيق جعان مش عارف ليش
المهم, ظلت امي مشغولة بالغرفة, و ظلت تغير مكانها و تقلبها يمين شمال و مرة كانت تحطها في الاوضة الكبيرة , و مرة كانت تنقلها في اوضة ثانية, و مرة تحط فيها تلفزيون و مرة تشيله و مرة تغير مكان الجمبية الكبيرة و مرة تغير وجه المخدات و مرة تحطلها كنباي موريس عشان الضيف اللي بيجي و مش حابب يشلح من رجله يقعد عليها, او عشان يلبس عليها ابوي برجله قبل ما يسافر
تقريبا كل شهر كنا نغير ديكور الغرفه, و مرات كانت تدخل تعديلات جديده عالغرفه, بتذكر كان في سجادة كبيرة عليها صورة زلمة لابس شماغ ابيض و مرته وولد زغير قاعدين ع ركبهم و لافين وجههم على مدينة القدس الشريفه, و كان ابوي يظل يحكيلي هاظ انت و هاظ انا و هاي امك, و كان في وحده ثانيه عليها صورة سيدنا المسيح و ستنا مريم و معاهم عنزة بيضا, برضو كانت امي محتاره فيهم و تظلها تشقلب بمحلاتهم مرة تعلقهم و مرة تضبهم في مطوى الفرشات الخشب
كان يوم التعزيل او تغيير مكان العفش يوم رائع بالنسبه الى و لاخواني اللي من جيلي, لانه فرصه لا تعوض عشان نتشقلب و ننطنط ع الفرشات مثل ما بدنا, لانه في الوضع الطبيعي كنا ممنوعين ننطنط و نرمي المخدات ع بعض, خصوصا في وجود ابوي, كان لازم نقعد محترمين و ما نشاغب, و اللي بشاغب يا ويله من امي, اذا ما مسكته في وقتها بتلقطه بالحمام و هو بتحمم و بتسلخ جلده ببربيش الغسالة
المشكله انه انا و اختى ما كان ييجينا الضحك غير على موعد الاخبار, و نصير نعيط من الضحك, و بس يلف علينا ابوي وجهه نسكت او نمسك حالنا, لحد ما تقبع معاه و يزهق و يتناولنا باي اشي في ايده, صحن, كيلة مي حديد, قطف عنب, سكينه فواكه,او يعمل حاله وقف و بده يلحقنا و احنا نعطيها فليله
في يوم التعزيل كنا نتشقلب على فرشات الصوف و ننط على المساند و لانها طويله نعملها زي الحصان و ننط عليها و ما كنا نساعد بشلن, كان كل التعزيل على امي و اخواني الكبار اللي يتهربوا منها و يصيروا يتدلعوا, اما خالتي اللي كانت مقيمه عنا بشكل دائم قبل ما تتجوز كانت دايم مشرفه من بعيد لبعيد, و دايمن ع راس لسانها: خيتاه ليش غيرتي الغرفة؟ اول احلى"
ابوي ما كان يلاحظ كثير انه صار فيه تغيير نظرا لانه مسافر بشكل دائم, بس كان دايمن يلاحظ انه في غرض من الغراض ناقص, مثلا نكون قاعدين, يحكي ولكوا مش كان التلفزيون عالجهة الثانية؟ او ولكوا وين صورة جدكوا؟ و كان دايمن يسال عالفيديو..ولكوا جبتلكوا فيديو و حملته ع ظهري من اخر الدنيا, حطولنا فلم كاوبوي, و كان دايمن الفيديو مخبي عند امي خوف لا يستخدموه اخواني الكبار لاغراض غير اخلاقية
اليوم كان عندي تعزيل, بعد بكرة راح يزوروني ابوي و امي من الاردن عشان يعيدوا عندي, رحت مبارح ع الشارقه و اشتريت تخت جديد ووصل اليوم الصبح, و بلشت اعزل عشان تصير الشقه مناسبة لاستقبال الحج و الحجة
مرة حطيت التخت عاليمين و مرة عالشمال, و مرة قربت التختين ع بعض بعدين بعدتهم, بعدين فضيت خزانه اواعي و نقلت مكان المكتب و الكمبيوتر و بعدين رجعتهم محلهم و كل شوي اسمع صوت خالتي في الاثير بحكيلي ولك ليش غيرتهم اول احسن, حاولت قدر المكان ازبط الشقه لانه جايين اهلي
اشتريت لابوي عدة حلاقة و علبة اولد سبايس ووزرة بنية عشان يلبسها, عشان اعيد ذكريات ريحته و شكله اللي عمرهم ما فارقوني, و اشتريت لامي عباة للعيد عشان تعيد فيها, السنه عيدهم عندي و عيدي بشوفتهم
بعد بكرة اهلي جايين, الله يحيينا و نشوفهم بصحة و خير و سلامة, بعد بكرة طالعين عشاني, عشان يتطمنوا علي و يشوفوا ابنهم اللي كان ينطنط على المخدات و المساند, عشان يتطمنوا ع تربايتهم و يشوفوا بربيش الغسالة اذا بعمل زلام و لا بعمل ولاد, اكيد اشتاقولي زي ما انا اشتقتلهم, و لما حكيتلهم بدي انزل عالعيد ما رضيوا, قالولي احنا بنيجي بلاش تتعطل في شغلك
بعد بكرة جايين, الله يجيبك يا بكرة عشان ييجي اللي بعدك و اشوفهم, بدي ارجع انطنط ع المخدات و المساند, و بدي ارجع انام عندهم في نفس الغرفه و اشم ريحتك يابا و ابوسك من لحيتك و العب بشعرات صدرك زي ما كنت اعمل و انا ولد زغير, وتتناولني بزبدية المي ع نص راسي و اقعد ساعه اضحك عالاخبار, بدي اعيش حلم جميل لمدة عشر ايام, الله يوصلهم سالمين, و الله يجيبك يا عيد عشان نعيد بشوفة الحبايب




No comments: