كانت الساعة تقارب الرابعة عصرا عندما وقفت أمي تحمل قميصا ابيضا بين ذراعيها, تأملته جيدا ثم وضعته على الطاولة المخصصة لكي الملابس, أوصلت المكواة بالكهرباء و نادتني لأحضر لها علبة النشاء.
بحثت عنها طويلا بين أدراج الخزانة ثم وجدتها فأحضرتها على الفور و أنا ألعب بغطائها الأصفر الكبير, أعطيتها لأمي فوضعتها بجانب القميص و جلست على الكرسي تطالع التلفاز بعد أن نبهتني بألا أمس شيئا فتحرق يدي.
لم أستطع منع نفسي من لمس المكواة للتأكد بأنها أصبحت جاهزة, فأحرقتني حرارتها المرتفعة, ابتلعت ألمي لأمنع نفسي من الصراخ خوفا من أن تلاحظ أمي ما فعلت و أومأت لها برأسي كإشارة مني بأنها أصبحت جاهزة.
أمسكت أمي مقبض المكواة بمهارة فائقة ثم أطلقت لها العنان لتتحرك في كافة الاتجاهات كسفينة تبحر في محيط كساه جليد ناصع البياض, و بعض عدة مناورات في خليج القميص الأبيض,امتدت يدها لتلتقط علبة النشاء دون أن تنظر اليها, نزعت الغطاء الأصفر و رشت قليلا على ياقة القميص. انتشيت مع رائحة النشاء, فقد كنت أعرفها من قبل, انها رائحة والدي المميزة, و قد كنت أعشقها لشدي حبي وولعي به منذ الصغر, طالبت أمي بوضع المزيد ليزيد انتعاشي و تطول نشوتي و لكنها رفضت خوفا من أن تعطب ياقة القميص
دخل الغرفة بهيبته المعهودة وأخذ القميص عن الطاولة, ثم لبسه ببطء, تناول ربطة العنق السوداء ليضعها على ياقته المستقيمة, أمسك مشطه الصغير ووقف أمام المرآة محاولا تسريح ما بقي له من شعيرات صغيرة كساها شيب أبيض ووقار يليق برجل دخل في عامه الخمسين منذ شهور. اعتلت وجهه ابتسامة حنونة و هو ينظر إلي من خلال المرآة, أسرعت لأحضر له قلمه السائل و آلته الحاسبه فوضعهما في جيب قميصه الأبيض ثم أومأ إلي برأسه شاكرا. أمسك حقيبته السوداء و حملها بيده اليمنى و توجه نحو باب المنزل
انحنى ليقبلني و أنا ما زلت منتعشا من رائحة النشاء التي عبقت ملابسه, أخذت نفسا عميقا و مسحت ما ذرفت عيناي من دموع, طمأنني بجملته المعهودة: أنت رجل المنزل الآن, و رجلي الصغير لا يبكي. ابتسمت أمي ثم اقتربت لتلبسه سترته السوداء, تمنيت لو كنت بحجمه لأستطيع تقبيله دون أن ينحني و لأشتم المزيد من رائحته العطرة. فتح الباب و خرج ملوحا لي بمفاتيحه الكثيرة, في تلك اللحظة أدركت بأنني لن أشتم رائحة النشاء لحين عودته, فأجهشت بالبكاء.
سافر أبي ثم رجع, ثم سافر ورجع, و داوم على السفر و الرجوع, و في كل مرة كنت أشتم المزيد من تلك الرائحة حتى غدت تسكن في أنفي لتذكرني بمكواة أمي و قميص أبي و قلمه السائل ومشطه و حقيبته السوداء....... و علبة النشاء.
بحثت عنها طويلا بين أدراج الخزانة ثم وجدتها فأحضرتها على الفور و أنا ألعب بغطائها الأصفر الكبير, أعطيتها لأمي فوضعتها بجانب القميص و جلست على الكرسي تطالع التلفاز بعد أن نبهتني بألا أمس شيئا فتحرق يدي.
لم أستطع منع نفسي من لمس المكواة للتأكد بأنها أصبحت جاهزة, فأحرقتني حرارتها المرتفعة, ابتلعت ألمي لأمنع نفسي من الصراخ خوفا من أن تلاحظ أمي ما فعلت و أومأت لها برأسي كإشارة مني بأنها أصبحت جاهزة.
أمسكت أمي مقبض المكواة بمهارة فائقة ثم أطلقت لها العنان لتتحرك في كافة الاتجاهات كسفينة تبحر في محيط كساه جليد ناصع البياض, و بعض عدة مناورات في خليج القميص الأبيض,امتدت يدها لتلتقط علبة النشاء دون أن تنظر اليها, نزعت الغطاء الأصفر و رشت قليلا على ياقة القميص. انتشيت مع رائحة النشاء, فقد كنت أعرفها من قبل, انها رائحة والدي المميزة, و قد كنت أعشقها لشدي حبي وولعي به منذ الصغر, طالبت أمي بوضع المزيد ليزيد انتعاشي و تطول نشوتي و لكنها رفضت خوفا من أن تعطب ياقة القميص
دخل الغرفة بهيبته المعهودة وأخذ القميص عن الطاولة, ثم لبسه ببطء, تناول ربطة العنق السوداء ليضعها على ياقته المستقيمة, أمسك مشطه الصغير ووقف أمام المرآة محاولا تسريح ما بقي له من شعيرات صغيرة كساها شيب أبيض ووقار يليق برجل دخل في عامه الخمسين منذ شهور. اعتلت وجهه ابتسامة حنونة و هو ينظر إلي من خلال المرآة, أسرعت لأحضر له قلمه السائل و آلته الحاسبه فوضعهما في جيب قميصه الأبيض ثم أومأ إلي برأسه شاكرا. أمسك حقيبته السوداء و حملها بيده اليمنى و توجه نحو باب المنزل
انحنى ليقبلني و أنا ما زلت منتعشا من رائحة النشاء التي عبقت ملابسه, أخذت نفسا عميقا و مسحت ما ذرفت عيناي من دموع, طمأنني بجملته المعهودة: أنت رجل المنزل الآن, و رجلي الصغير لا يبكي. ابتسمت أمي ثم اقتربت لتلبسه سترته السوداء, تمنيت لو كنت بحجمه لأستطيع تقبيله دون أن ينحني و لأشتم المزيد من رائحته العطرة. فتح الباب و خرج ملوحا لي بمفاتيحه الكثيرة, في تلك اللحظة أدركت بأنني لن أشتم رائحة النشاء لحين عودته, فأجهشت بالبكاء.
سافر أبي ثم رجع, ثم سافر ورجع, و داوم على السفر و الرجوع, و في كل مرة كنت أشتم المزيد من تلك الرائحة حتى غدت تسكن في أنفي لتذكرني بمكواة أمي و قميص أبي و قلمه السائل ومشطه و حقيبته السوداء....... و علبة النشاء.
3 comments:
Great words...your writtings are amazing like always...ALLAH ykhaleelak ahlak :)
allah ykhalelak ayah ya rab,
i have always loved the way u write.
amazing as always:)
Post a Comment